العمل الخيري هو فعل الخير والإحسان للخلق والبّر والصلة كما هو تفريج للكربات وإغاثة للملهوفين والإعانة على نوائب الدهر ، وهو كذلك يعمل على بناء الإنسان وتنمية المجتمعات ، و بشموليته تلك يعد في المراتب العليا لشعب الإيمان ومراتب الأعمال الصالحة ، وإن سعة الآجر والثواب المتحصل من وراءه تزيد بتعدد النفع المرتجى منه .
إن العمل الخيري بمنزلته تلك جدير بأن يرتقي العاملون في رحابه والساعون لتحقيق أهدافه إلى سمو رسالته وعلو مرتبته، وأن يجسّدوا ذلك الرقي برفعة إيمانهم وعميق أمانتهم ودقيق صدقهم وحسن أخلاقهم وإحسان عملهم، فهو عمل رسالي يقتضي من فاعله استصحاب الرسالة في يوميات عمله، وهو أيضاً عمل إيماني تعبدي يتطلب تحقيق شروط القبول من صدق النية والمشروعية وآداب الإحسان ،ليس كباقي الأعمال البشرية يقتصر الأداء فيه على جودة الفعل الإداري والمهارات التخطيطية والعلاقات الإنسانية.
لأجل هذا كان هذا الميثاق الذي يضع بين يدي العاملين في العمل الخيري القيم الأساسية التي ينبغي أن تتجذر في نفوسهم ، وتتجّلى في أعمالهم، وتتفاعل في مؤسساتهم ، وتبدو في تعاملاتهم