Najoon - ناجون 3.48

9 villa d'este
Paris, 75013
France

About Najoon - ناجون

Najoon - ناجون Najoon - ناجون is a well known place listed as Non-governmental Organization (ngo) in Paris ,

Contact Details & Working Hours

Details

انقضت ست سنوات على انطلاق الثورة السورية، وكما شاهد العالم قوبلت هذه الثورة بأقسى أنواع العنف الذي تعرضت له ثورة في الألفية الثالثة.

بدأ مسلسل الوحشية بإطلاق النظام النار على المتظاهرين العزّل، ثم توالت فصوله باستخدام مختلف أسلحة التدمير والقتل العشوائي، مروراً باستخدام الأسلحة الكيماوية عشرات المرات، قبل وبعد تمثيلية انضمام نظام بشار الأسد إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية.

قال مسؤولون أمميون في مناسبات عديدة: "إن الجرائم التي ارتكبها النظام هي بمثابة جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، ونحن نعلم أن أولئك المسؤولين يستندون إلى تقارير منظمات دولية حقوقية، أو إلى تقارير استخباراتية تملك قوة الرصد ودقته على الأرض ومن خلال الفضاء".

لقد وثّقت منظمات الأمم المتحدة مئات آلاف الضحايا، قبل أن تتوقف عن التوثيق بسبب عجزها أمام التزايد الضخم في الأرقام. وكما نعلم اعترفت منظمات حقوقية بصحة صور "سيزار" التي كشفت عن آلاف الجثث لمعتقلين ماتوا في سجون النظام تحت التعذيب، وهناك توقعات بأن العدد الفعلي أكبر بكثير، وهناك تقارير تشير بوضوح إلى اعتماد أساليب التعذيب الممنهج حتى الموت في سجون النظام.

أيضاً، لقد وثّقت منظمات حقوقية محايدة نسب ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من قبل جميع حاملي السلاح، وكانت نسبة الانتهاكات المرتكبة من قبل النظام تفوق 90% من حجمها، بالإضافة إلى أن النظام وحده يتمتع بمركزية القرار السياسي والعسكري، ما يعني أن قرار ارتكاب تلك المجازر اتُخذ على أعلى مستويات السلطة، وهذا أيضاً ما تؤكده العقوبات الأوروبية والأمريكية بالأسماء المعلنة، وغير المعلنة حتى الآن.

إننا إذ ندين كافة الانتهاكات، من أي طرف كان، ندرك بأن إحلال السلام في سوريا لن يكون ممكناً إلا عبر محاسبة المجرمين أمام قضاء عادل، وندرك أيضاً أن السلام في سوريا مصلحة دولية مثلما هو المقدمة لمستقبل لا يسوده الخوف ولا الانتقام أو الثأر.

لقد قيل الكثير عن جرائم النظام، دون اتخاذ إجراءات رادعة تمنعه عن الاستمرار فيها. ونحن نطالب بأن تتحول الأقوال إلى أفعال، وأن تودع كافة الوثائق المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان في سوريا لدى محكمة الجنايات الدولية، أو لدى محكمة العدل الدولية، وأن تأخذ الجمعية العامة للأمم المتحدة دورها في الدفع نحو وقف العنف في سوريا وإنشاء محكمة خاصة بكل الجرائم المرتكبة، بعد عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته بسبب الفيتو الروسي والصيني.

العدالة وحدها هي التي ستمنع قتلة آخرين في أماكن أخرى من الشروع في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والعدالة هي المدخل إلى السلام بين السوريين، وعندما نتحدث عن مئات آلاف الضحايا من الدرجة الأولى فإننا نتحدث في الوقت نفسه عن ملايين الضحايا من الدرجتين الثانية والثالثة، هؤلاء جميعاً يستحقون الإنصاف، وهم وحدهم من يملك حق التسامح والغفران.
لا أحد في سوريا أو خارجها يملك حق التسامح مع المجرمين سوى أولئك الضحايا، ومن خلال قضاء عادل يقولون فيه رأيهم بلا خوف أو إكراه.

العدالة هي المدخل إلى السلام، أما الصمت فيقتل الضحايا مرة أخرى.

ناجون