البديل للنشر والتوزيع 4

14 شارع وادي النيل المهندسين
Giza,
Egypt

About البديل للنشر والتوزيع

البديل للنشر والتوزيع البديل للنشر والتوزيع is a well known place listed as Media/news/publishing in Giza , Publisher in Giza ,

Contact Details & Working Hours

Details

فِى الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ؛ فى البدء كانَ الخاتِمهْ؛ اقْرَأْ؛ سرها فى عسكها أرقى؛ وإذا كانت الهمم قادرة على إحياء الأمم؛ فكذلك تستطيع الكلمات أن تفعل؛ فرُبَّ كلمة أحيت أمّة؛ كالنُّورُ يُضِىءُ فِى الظُّلْمَةِ؛ والقراءة هى الحالة التى يتباين فيها الإنسان عن سائر المخلوقات؛ وكما أن الأصل والوسيلة والغاية للكلمة فى قدسيتها المنزهة عن الضلال, وإيماناً منا بأن الحرف مسؤولية, وهو السهم الذى يصيب الهدف, ويصل إلى عمق الفكر, كانت صوابية غايتنا, بحول الله, هى نشرُ الثقافَةِ الأصيلَةِ الهادِفَةِ، والمعرفة التى ترتقى بالمجتمعِ إلى كَمالِهِ الحَقيقىِّ, وتَحفَظُ هَويَّتَهُ الإنسانيَّة, والتصدّى لموجاتِ الغزوِ الثقافىِّ المادىِّ، والأفكارِ السطحيَّةِ المُتحجِّرَةِ، وسائِرِ الاعتقاداتِ الخرافيَّةِ, والتى ألقَتْ بظِلالِها على أروِقَةِ الفِكرِ البَشرىِّ, مِمَّنْ يَسعى للسَّيطَرةِ على عُقولِ البشريةِ, واستِغفالِها, وتَوجيهِها بِما يُمكِّنُهم مِن تَحقيقِ مطامِعِهم , واستغلالِ ثرواتِ الشُعوبِ.
مِن هُنا كَرَّسَ أعداءُ العَقلِ والحكمةِ والمعرفة الأصيلَةِ مُعظَمَ إمكانياتِهم فى إنشاءِ أجيالٍ ـ ممّن يُحسَبُ على الفِكرِ والثقافةِ ـ وتَعبأتِهِم لفتحِ سجالاتٍ عقيمةٍ, وإدارةِ صراعاتٍ فكريةٍ هامشيةٍ، الغرضُ منها تشويشُ المعارف الحقيقة, والتشكيكِ بها والتقليلِ من أهميتِها, وإيهامُ عدمِ جدوائِيَّتِها والتحريضُ على التمردِ عليها، محاولينَ استبدالَهِا بما لا ينسجِمُ والفطرةَ السليمةَ والطبيعةَ الإنسانيةَ.
وبِفعلِهم هذا أوقَعُوا البَشريَّةَ فى مستنقَعٍ مِنَ التَيهِ والفَوضى المَعرفيةِ، وقدِ انعكسَ ذلكَ كُلُّهُ على البناءِ الفكرىّ الإنسانىِّ, وأوجدَ إرباكاً فكريا وعقائِدياً، الأمرُ الذى أدّى إلى ضَياعِ الحقيقةِ، ووقوعِ الصراعِ والتناحرِ الفكرىِّ، جرَّ ذلكَ إلى حروبٍ وويلاتٍ مريرةٍ على مرِّ التاريخِ.
ولم تُسْتَثْنَ ساحتُنا الثقافيةُ العربيةُ والإسلاميةُ من هذا الصراعِ الفكرىِّ المُحتدمِ ، وها هىَ اليومَ تعيشُ آثارَهُ ومُخلَّفاتِهِ على كافةِ المستوياتِ، فالقارئُ للمشهدِ العربىِّ الإسلاميِّ يجدُ بوضوحٍ حالةَ الضياعِ الفكرىِّ والتمزُّقِ، ووصولِ السّاحَةِ الفِكريَّةِ والثقافيَّةِ إلى مراتِبِ الانحطاطِ, ولا زالَتْ أمَّتُنا العربيةُ والإسلاميةُ تَتَعرَّضُ لِسهامِ أعداءِ الإنسانيةِ، والذين استهدفوا بسهامِهِم جميعَ المباني العامةِ للفكرِالأصيلِ على المستوى المعرفىِّ العام والفلسفىِّ والأيديولوجىِّ.
وانطلاقاً مِنْ حِرصِنا الشديدِ ـ وادراكاً لأهمية ورسالة النشر ـ نجدُ لزاماً علينا التصدّى لموجاتِ الغزوِ الثقافىِّ الخطيرِ الذى سَيطرَ على مُعظمِ شبابِنا, ومحافلِنا العلميةِ، وأصبحَ يهدّدُ جميعَ قِيَمِنا وأخلاقِنا، فمِنْ واجِبِنا الوقوفُ أمامَ هذهِ الهجمةِ الشرسَةِ، والعملُ على نَشْرِ الفِكرِ الأصيلِ والمعرفة للعالمِ بأسلوبٍ معاصرٍ وجذّابٍ.
بلحاظ أنَّ هُناكَ رغبةً كبيرةً نلمَسُها عِندَ الكثيرِ مِن الشَّبابِ والمثقَّفينَ والمفكّرينَ نحو المعرفة القيمة الهادفة مِنْ أجلِ كُلِّ هذا كان "البديل للطباعة والنشر والتوزيع" لتكونَ مناراً حضارياً لتصديرِ الفِكرِ العقلانيِّ القويمِ للعالمِ، ولملأِ حالةِ الفَراغِ الفكريِّ الكَبيرِ لدى شبابِ الأمةِ ومفكريها، وتلبيةِ رغباتِ المتشوِّقينَ للاطِّلاعِ على هذا الفكرِ الأصيلِ, كأساسٍ للفكرِ الإنسانىِّ فى جميعِ أبعادِهِ المعرفيَّةِ.
ونتعهد دائماً وأبداً أن تكون البديل للطباعة والنشر والتوزيع "فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ" رَجَاْءُ المَطْلُوبِيَّة, وأن ترتقى بالمجتمعِ إلى كَمالِهِ الحَقيقىِّ وتَحفَظُ هَويَّتَهُ الإنسانيَّة.
أحمد حامد الجمّال